كلما اقتربت الآجال التي حددتها الولايات المتحدة الأمريكية لفرض العقوبات على إيران، زادت تخبطات النظام الإيراني وأتباعه في المنطقة. فباتت إيران توزع التهديدات يمنة ويسرة، كان أولها التهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة البحرية الدولية ثم التراجع عن ذلك، وقول أعلى السلطات وهو رئيس الجمهورية بأن إيران لديها خيارات أخرى. ثم ما لبث النظام الإيراني أن انتقل إلى محاولة تطبيق تهديداته.
بدأ ذلك في العراق عندما عمد نظام الملالي إلى قطع إمدادات الكهرباء عن محافظات الجنوب في ذروة الموسم الصيفي، حيث تبلغ درجات الحرارة مستويات قياسية، ثم حركت ميليشياتها على الأرض من أجل توجيه الاحتجاجات بما يخدم مصالحها بالدرجة. ومرة أخرى عندما خرجت هذه المظاهرات عن الخط الذي رسمه النظام الإيراني استخدم النظام الميليشيات الطائفية من أجل الوقوف بوجهها. وعندما لم تستطع إيران إرسال رسائلها بالشكل الأمثل عبر ميليشياتها العراقية انتقلت إلى ميليشيات الحوثي الإرهابية التي ارتضت على الدوام أن تكون مخلب قط النظام الإيرني في شبه الجزيرة العربية.
عمدت جماعة الحوثي في الأيام الأخيرة إلى تهديد الملاحة البحرية عبر اختيارها هدفا مدنيا وهو ناقلة نفط سعودية، وهذا يدل على الطابع الإرهابي للعمليات التي تقوم بها الجماعة، أضف إلى ذلك فهذا الفعل يدل على جبن النظام الإيراني، فهو يستخدم الميليشيات التابعة له كقفازات للقيام بالأعمال القذرة، بينما لا يجرؤ على التضحية بجنوده ويجعل بلده عرضة لهجمات يمكن أن تكون آثارها كارثية. ومرة أخرى تتصدى الجماعة الإرهابية لتكون تلك القفازات التي تتولى المهمات القذرة كما تفعل نظيرتها «حزب الله» أو الميليشيات العراقية. والنظام الإيراني وأتباعه في اليمن في مأزق حقيقي، فالضغط العسكري كبير للغاية على الجماعة الإرهابية وباتت قوات الشرعية قاب قوسين أو أدنى من معقل الجماعة في صعدة، كما أن الساحل الغربي أصبح تحت قبضة قوات التحالف والشرعية. وما توقف بعض العمليات العسكرية في ميناء الحديدة إلا نتيجة للبعد الإنساني الذي يتبناه التحالف ورغبة للوصول إلى تسوية تخرج الجماعة من الميناء دون الدخول في مواجهة ربما تكون لها آثار إنسانية سلبية كبيرة. ولكن كما هي عادة الجماعة الإرهابية فهي كريمة جدا عندما يتعلق الأمر بمعاناة الشعب اليمني، ولكنها ضنينة بدماء مشغليها من الحرس الثوري الإيراني، لذلك غالبا ما تضع نفسها في واجهة المدفع كما هو ديدن «حزب الله» في سورية والمناطق التي يسيطر عليها.
لكن ما قامت به الجماعة مؤخرا إنما هو حماقة كبيرة، لأن رسالتها الإستراتيجية التي أرادت إيران إرسالها عبر الحوثي أكبر من أن تستطيع إيران نفسها أن تتحمله.
لقد أثبتت إيران وكذا الميليشيات الإرهابية بأن ما كانت تقوله دول التحالف حول عمل إيران لكي يكون اليمن وجماعة الحوثي الإرهابية واجهة متقدمة لنفوذ الملالي الذي يريد الهيمنة على المنطقة برمتها، وفي سبيل ذلك لا يتورع عن استهداف الأهداف المدنية كما حدث مع ناقلة النفط. إن هذه الجماعة الإرهابية لا تتورع عن القيام بأي عمل من أجل تلبية أوامر مشغليها في طهران.
ولكن إيران عبر هذا الفعل المشين قامت بما لم تحسب له حسابا، وهو جمع الأطراف المختلفة حول ضرورة مواجهة إيران سواء في اليمن أو في غيرها. وأثبتت للمجتمع الدولي أنها هتلر العصر الذي إذا ما تم السكون عنه فإن ذلك سوف يؤدي إلى استفحال خطره، والعالم بالفعل لا يحتمل خطر حرب عالمية جديدة. على العالم برمته وليس دول التحالف أن يواجه إيران وعبثها في المنطقة إذا أرادت الأطراف الدولية أن تنعم هذه المنطقة (الشرق الأوسط) بالأمن والاستقرار.
* باحث في الفلسفة السياسية، خبير في قضايا الشرق الأوسط
بدأ ذلك في العراق عندما عمد نظام الملالي إلى قطع إمدادات الكهرباء عن محافظات الجنوب في ذروة الموسم الصيفي، حيث تبلغ درجات الحرارة مستويات قياسية، ثم حركت ميليشياتها على الأرض من أجل توجيه الاحتجاجات بما يخدم مصالحها بالدرجة. ومرة أخرى عندما خرجت هذه المظاهرات عن الخط الذي رسمه النظام الإيراني استخدم النظام الميليشيات الطائفية من أجل الوقوف بوجهها. وعندما لم تستطع إيران إرسال رسائلها بالشكل الأمثل عبر ميليشياتها العراقية انتقلت إلى ميليشيات الحوثي الإرهابية التي ارتضت على الدوام أن تكون مخلب قط النظام الإيرني في شبه الجزيرة العربية.
عمدت جماعة الحوثي في الأيام الأخيرة إلى تهديد الملاحة البحرية عبر اختيارها هدفا مدنيا وهو ناقلة نفط سعودية، وهذا يدل على الطابع الإرهابي للعمليات التي تقوم بها الجماعة، أضف إلى ذلك فهذا الفعل يدل على جبن النظام الإيراني، فهو يستخدم الميليشيات التابعة له كقفازات للقيام بالأعمال القذرة، بينما لا يجرؤ على التضحية بجنوده ويجعل بلده عرضة لهجمات يمكن أن تكون آثارها كارثية. ومرة أخرى تتصدى الجماعة الإرهابية لتكون تلك القفازات التي تتولى المهمات القذرة كما تفعل نظيرتها «حزب الله» أو الميليشيات العراقية. والنظام الإيراني وأتباعه في اليمن في مأزق حقيقي، فالضغط العسكري كبير للغاية على الجماعة الإرهابية وباتت قوات الشرعية قاب قوسين أو أدنى من معقل الجماعة في صعدة، كما أن الساحل الغربي أصبح تحت قبضة قوات التحالف والشرعية. وما توقف بعض العمليات العسكرية في ميناء الحديدة إلا نتيجة للبعد الإنساني الذي يتبناه التحالف ورغبة للوصول إلى تسوية تخرج الجماعة من الميناء دون الدخول في مواجهة ربما تكون لها آثار إنسانية سلبية كبيرة. ولكن كما هي عادة الجماعة الإرهابية فهي كريمة جدا عندما يتعلق الأمر بمعاناة الشعب اليمني، ولكنها ضنينة بدماء مشغليها من الحرس الثوري الإيراني، لذلك غالبا ما تضع نفسها في واجهة المدفع كما هو ديدن «حزب الله» في سورية والمناطق التي يسيطر عليها.
لكن ما قامت به الجماعة مؤخرا إنما هو حماقة كبيرة، لأن رسالتها الإستراتيجية التي أرادت إيران إرسالها عبر الحوثي أكبر من أن تستطيع إيران نفسها أن تتحمله.
لقد أثبتت إيران وكذا الميليشيات الإرهابية بأن ما كانت تقوله دول التحالف حول عمل إيران لكي يكون اليمن وجماعة الحوثي الإرهابية واجهة متقدمة لنفوذ الملالي الذي يريد الهيمنة على المنطقة برمتها، وفي سبيل ذلك لا يتورع عن استهداف الأهداف المدنية كما حدث مع ناقلة النفط. إن هذه الجماعة الإرهابية لا تتورع عن القيام بأي عمل من أجل تلبية أوامر مشغليها في طهران.
ولكن إيران عبر هذا الفعل المشين قامت بما لم تحسب له حسابا، وهو جمع الأطراف المختلفة حول ضرورة مواجهة إيران سواء في اليمن أو في غيرها. وأثبتت للمجتمع الدولي أنها هتلر العصر الذي إذا ما تم السكون عنه فإن ذلك سوف يؤدي إلى استفحال خطره، والعالم بالفعل لا يحتمل خطر حرب عالمية جديدة. على العالم برمته وليس دول التحالف أن يواجه إيران وعبثها في المنطقة إذا أرادت الأطراف الدولية أن تنعم هذه المنطقة (الشرق الأوسط) بالأمن والاستقرار.
* باحث في الفلسفة السياسية، خبير في قضايا الشرق الأوسط